مأساة إنسانية ..آخر تداعيات زلزال أفغانستان

في مكانٍ ناءٍ، وعلى بعد ثلاثة ساعات بالسيارة من أقرب المدن الكبرى في القُطر الأفغاني، حدثت كارثة زلزال هو الأشد وطأة منذ عقدين، إذ نمر على أحياء مُدمرة تسلل إليها الجوع، وأضحى سكانها في العراء يتربص بهم المرض، ترسل طالبان الحاكمة طائراتها الهليكوبتر لنقل الضحايا والمرضى، لكن الظروف المناخية وبعد المسافة تجعل الأمر صعبًا. 

لم تكن بيوت الطين والحجر لتصمد أمام زلزال مدمر كهذا، وليس مبالغًا فيه زعم أحدهم أن كل أسرة فقدت شخصًا واحدًا على الأقل، إذ يقول أحد الناجين من الحادث أنه فقد 20 من أفراد عائلته، منهم ثلاثة شقيقات وابنته وابنة أخيه وأطفال العائلة، ولقد نجا لأن عمله في كراتشي هو ما جعله غير متواجد إذ حدث الزلزال. 

يمكنك أن تسمع أصوات المروحيات بشكل مستمر فوق المنطقة المنكوبة، لقد انتهوا من نقل الجرحى، لكنهم يأتون لدعم الأهالي بالإمدادات، إن الكارثة لم تنتهي، لكنها بدأت للتو، إذ يجب توفير بيوت للعائلات التي أصبحت مشردة، الذين استعانوا بالقماش وحطام المنازل لبناء ما يأويهم ويأوي صغارهم مؤقتًا، وسط تخوفهم من تفشي وباء الكوليرا، أو أن ينال الجوع منهم.